Thursday, 11 July 2013

Social Media And The Freedom Of Misinformation - التواصل الاجتماعي وحرية التضليل


Original English article follows


أي مراقب محايد للأحداث الحالية في مصر، وخاصة في الفضاء الإلكتروني، من المرجح أن يذهل من الحجم الهائل لكمية المعلومات المتبادلة بين الأطراف المعنية. بالتأكيد أن الانقسام العميق في الشارع المصري، ومنذ فترة طويلة، كان واضحاً للجميع، ولكن في زمن توافرت فيه أدوات قوية للتواصل الاجتماعي تحت تصرف أي شخص تقريبا، تحول المشهد في الفضاء الإلكتروني من مجرد إختلاف سياسي إلى ما يشبه حربا صليبية مقدسة.
 شارك بصورة لقناصة الجيش القتلة مع أصدقائك على الفيسبوك، عبر عن رأيك في حكم جماعة الإخوان المسلمين الفاشية في تغريدة على تويتر أو إنشر مقطع فيديو يظهر وحشية خصمك على يوتيوب وخلال ساعات سوف يتولى مئات الآلاف من الأصدقاء المخلصين أو الأتباع أو الأنصار نشر الدليل الدامغ الذي يثبت أنهم هم الصالحين وأن الجانب الآخر هو الطالح.

الأمثلة على ذلك لا تحصى، والموضوع لايحتاج إلى خبير ليدرك مدى سخف المشهد. حالة معينة بالتحديد كانت تبعث على السخرية والالم معاً تضمنت مقطع فيديو نشر بضراوة علي الفيسبوك يظهر فيه أحد المدنيين، وسط بعض الجماهير الغاضبة، وهو يسقط على الارض بتأثير مايبدو أنه طلق ناري من مصدر غير معروف، على المفترض خلال الاحتجاجات الأخيرة أمام الحرس الجمهوري. المفارقة هنا هي أن نفس الفيديو بالضبط نشر من كلا الجانبين، باعتباره دليلا قاطعا على وحشية الجيش من جانب والمؤامرة ضد الجيش من الجانب الآخر! قراءة التعليقات على الفيديو أظهرت أشياء كثيرة، ليس أقلها هو أن كل معسكر يعتبر وجهة نظره إيمان راسخ لا يتزعزع وهو مهيا نفسيا لتقبل ونشر أي مواد تثبت وجهة نظره بغض النظر عن صحتها، منطقيتها أو حتى إمكانية حدوثها في المقام الأول بينما في نفس الوقت يمنع أو يتجاهل أو يثير الشكوك حول أي مادة تثبت خلاف ذلك. فانت ترى مقالا أو مقطع فيديو أو بعض الأخبار وعلى الفور إما ان تنقلها، أو إذا لم تكن تساعد قضيتك، تتجاهلها تماما أو تحاول العثور على أي وسيلة لتشويهها وطمسها. فقبل كل شيء، إذا كانت هذه الأخبار صحيحه، فستكون أنت على الجانب الخطأ، أليس كذلك؟

وسائل الإعلام، من جانبها، أسهمت بنصيبها العادل في تحويل الوضع من سيئ إلى أسوأ  عن طريق المحاولات الدؤوبة لتشويه صورة خصومهم مهما كان الثمن وبأية وسيلة ممكنة. فنشرت الصور ومقاطع الفيديو وسربت اخبار لم تكن في معظمها دقيقة، وفي أحسن الأحوال محوره، لتحريض مؤيديهم. ليس من الصعب، على سبيل المثال، أن تجري بحثاً عكسياً على صورة في مقال لتكتشف أن الصورة تم نشرها على الانترنت منذ عدة أيام، وفي بعض الحالات أسابيع، قبل وقوع الحادث المذكور.
ليس من المستغرب إذاً انعدام الثقة العميق الذي تولد بين الجانبين وامتد حتى إلى وسائل الإعلام الدولية لدرجة إتهام بعض القنوات الإخبارية العالميه - من الجانبين وفي نفس الوقت - بمحاباة طرف على حساب الطرف الأخر ! فعندما يظهر جانب صورة لشخص ما يصاب في مظاهره، يرفض الطرف الأخر الصورة تلقائيا على اساس انها فوتوشوب. وإذا نشر طرف مقطع فيديو يظهر أعمال العنف التي يرتكبها الطرف الآخر، فمن المؤكد أن يكون قديما أو تم التلاعب به. ايضا فان كل الأخبار القادمة من مصادر ينظر إليها على أنها معادية لابد أن تكون مغرضه أو ملفقة. باختصار، يبدو أن الجميع لايسمع إلا ما يريد أن يسمع ولايرى إلا ما يريد أن يرى.

على المستوى الشخصي، كان لي تجربة مباشرة مع عقلية كلا من المعسكرين. ففي محاولة لإقناع شخص من المعسكر المؤيد لمرسي بأن النسبة بين أنصار مرسي ومعارضيه تميل الى الجانب المعارض (على أساس استطلاع رأى على الفيسبوك شارك فيه نحو 1.2 مليون شخص من قبل قناة إخبارية تحظى باحترام واسع)  كان رد فعله على الفور أن معظم معارضوا مرسي لديهم اكثر من حساب على الفيسبوك وهذا يفسر لماذا يحصلون على المزيد من الأصوات. عندما حاولت إقناع شخص من المعسكر المناهض لمرسي ​​أن النسبة بين الجانبين ليست كبيرة بقدر ما يود أن يعتقد، استشهد بنفس السبب بالضبط! ما رفض كلا من الطرفين قبوله هو أنه في أي استطلاع رأى يوجد نسبة من الخطأ، وأنه إذا أستغل احد الجوانب النظام باستخدام حسابات متعددة، فالاحتمال الأكبر أن الجانب الآخر فعل نفس الشئ بالضبط. عندما قدمت هذه الحجة، أصر كلاهما على أن الجانب الآخر لديه نسبة أعلى من الحسابات المتعددة!  لم يكن يمكن أن أجادل مع هذا المنطق.

مثال آخر واضح على تضليل وخطأ معلومات المشاركين في المعركة الجارية هو تقدير حجم الاحتجاجات في الميادين المختلفة في جميع أنحاء مصر قبل، وأثناء، وبعد 30 يونيو. بعض الناس من المعسكر المناهض لمرسي ​​يقسم أن حجم التظاهرات وصل إلى 17 مليون (البعض يقول 33) شخص في جميع أنحاء مصر، في حين ادعى موقع الاخوان المسلمين الرسمي أن أكثر من 3 ملايين شخص تجمعوا في رابعة العدوية بينما رفعت بعض القنوات الإسلامية هذا العدد إلى 4 ملايين. وفي الوقت نفسه، كشف عن وجود تغريدة من السيد نجيب ساويرس أن بي بي سي أعلنت أن "عدد الأشخاص الذين يحتجون اليوم هو أكبر تجمع في حدث سياسي في تاريخ البشرية."

كما اكتشفت فيما بعد، فان الجدال مع أي شخص من أي من المعسكرين عن صحة تلك الأرقام كان بلا جدوى. هذه الأرقام تم نقلها وتداولها على أنها وحي إلهي لا يمكن أن يخضع للفحص. بطرح الخيال جانبا، يمكن لأي شخص لديه ذرة من العقل فتح برنامج Google Earth، واستخدام أيقونة "المسطرة" لقياس مساحه المنطقة التي حدثت فيها المظاهرات. بافتراض متوسط الكثافة القصوى حوالى 4 أشخاص للمتر المربع، يمكنك الحصول على تقدير تقريبي لعدد المتواجدين. ففي رابعة العدوية، وعلى افتراض أن طريق النصر. كانت ملئ من يوسف عباس إلى احمد تيسير، مسافة 1 كم كامل، وبإضافة مسافة مماثلة في منطقة شارع الطيران، يعطينا بين 320،000 و 400،000 متظاهر، حسب دقة قياساتك. رقم بعيد كل البعد عن ال 4 أو حتى 3 ملايين من الأشخاص المزعومين.
ميدان التحرير من الناحية الأخرى، بما في ذلك جميع الشوارع المؤدية إليه، لم يحقق نتائج أفضل بكثير، فقط بين 400،000 و 600،000 شخص، مرة أخرى، حسب دقة قياساتك. الآن وعلى افتراض أن 700،000 شخص كانو موجودين في ميدان التحريروقصر الاتحادية، وحيث أن القاهرة تحتوي على ما يزيد قليلا عن 20٪ من إجمالي سكان مصر، فهذا يعطينا حوالي 3.5 مليون شخص، على الأكثر، يحتجون في جميع أنحاء مصر. العدد الحقيقي، في رأيي المتواضع، كان أقل بكثير، حيث أن  نسبة المحتجين في المحافظات الأخرى كان أصغر بكثير مقارنة بالقاهرة (كما يرى من لقطات التلفزيون)، باستثناءات قليلة.
أما بالنسبة لتغريدة السيد ساويرس، فلم يمكنني العثور على مصدر واحد يؤكد ادعاءه العظيم، سواء من BCC أو خلاف ذلك. ومع ذلك، فإن الأرقام والتغريدة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مثل النار في الهشيم.

يبدو لي أنه في ظل المناخ الحالي من الانقسام والارتباك السياسي الذي يعيي مصر، أن أصوات العقل والحكمة والمصالحة الوطنية قد فقدت لأولئك الذين يروجون للكراهية والإقصاء والانتقام، من كلا الجانبين. وبدلا من التحليل الموضوعي وبذل جهد حقيقي لإيجاد أرضية مشتركة، إنغمس الجميع في سيل من الاتهامات والتحريض والمؤامرات. من المفهوم أن السلطة الحاكمة، وليس المعارضة، هي المسؤول الأول والاخير عن سلامة ورفاهية الأمة. وإذا كان الرئيس السابق مرسي هو المسؤول عن الفرقة التي سادت الشارع السياسي المصري، فانها حتماً مسؤولية القيادة الحالية وليس الاخوان المسلمين أن ترئب هذا الصدع. إذا لم يحدث ذلك، فأننا من المحتمل أن نعاني ولفترة ممتدة من نزاع مرير طويل الأجل.



Any neutral observer to the current events in Egypt, especially in cyberspace, is likely to be astonished by the sheer volume of traffic exchanged between the parties involved. Surely the deep divide in the Egyptian street is, and for a long time was, evident to everyone, but at a time when powerful tools for social communication are at the disposal of virtually everyone, the political cyberspace landscape was transformed from one of mere political divide to what closely resembles a holy crusade. Share a photo of murderous army snipers with your friends on Facebook, express your opinion in the fascist rule of Muslim brotherhood in a tweet or post a video showing your opponent’s brutality on Youtube and within hours hundreds of thousands of loyal friends or followers or supporters will be relaying the overwhelming evidence that proves they are the righteous while the other side is the wicked.

The examples are countless and it doesn’t need an expert to realize how silly the scene is. One case in particular was especially ironic involving a video clip propagated frivolously on Facebook showing a civilian, amidst some angry crowd, falling to the ground from what appears to be gunshots from an unknown source, allegedly, during the protests at the republican guard. The irony here is that the exact same video was spread by both sides, as a conclusive evidence of army brutality by one side and a conspiracy against the army by the other! Reading the comments on the video showed many things, not the least of which is how every camp considers its point of view a matter of unshakeable faith and is psychologically prepared to believe and distribute any material that proves its point of view regardless of its validity, logicality or even the possibility of it happening in the first place while at the same time block, ignore or raise suspicion about any material that proves otherwise. You see an article or a video clip or a bit of news and you either immediately spread it, or, if it doesn’t further your cause, completely ignore it or try to find any way to discredit it. After all, if it is true, you will be on the wrong side, wouldn’t you?

The media, on its part, contributed its fair share in making a bad situation worse by relentless attempts to demonize their opponents at all costs and by any means possible. They posted pictures and videos and spread news that for the most part were inaccurate, and at best manipulated, to incite their supporters. It’s not uncommon, for example, to do a reverse image search on a picture in an article only to discover that the image was posted online days, and in some cases weeks, before the reported incident took place.
Not surprising then the deep distrust the ensued between the two sides and extended even to international media. Very much so indeed to the point that some international news channels are accused by both sides for supporting the other! And that when one side shows a picture of someone hurt in a protest, it’s automatically dismissed as being Photoshop’d. If they post a video showing acts of violence committed by the other party, it must be old or manipulated and all news coming from sources perceived as hostile must be mischievous or fabricated. To sum it up, it seems that everyone only hear what they want to hear and only see what they want to see.

On a personal level, I had a first-hand experience with the mindset of both camps. In an effort to convince someone from the pro Morsi camp that the ratio between pro and anti Morsi supporters is leaning towards the anti-Morsi side (based on a popular Facebook poll of about 1.2 million participants by a well-respected news channel) his immediate reaction was that the anti-Morsi supporters have multiple Facebook accounts and that explains why they have more votes. When I tried to convince someone from the Anti-Morsi camp that the ratio between the two sides is not as big as they would like to think, he cited the exact same reason! What both parties refused to accept is that in any poll there will be a margin of error, and if one side abused the system by using multiple accounts, chances are, the other side did exactly the same. Presented with this argument, they both insisted that the other side have a higher percentage of multiple accounts! I couldn’t argue with such logic.

Another clear example of the grossly misguided and misinformed participants of the ongoing battle is the size of protests in various squares across Egypt before, during, and after June 30th. People from the anti-Morsi camp swear that as high as 17 million protesters (some say 33) across Egypt took to the streets, while the official MB website claimed that more than 3 million gathered at Rabaa Al Adaweya with some Islamic channels raising this number to 4 million. Meanwhile, a tweet from Mr. Naguib Sawiris revealed that the BBC declared that "The number of people protesting today is the largest number in a political event in the history of mankind."
As I discovered later, arguing with anyone from either camp about the validity of those numbers was essentially useless. The numbers were taken and distributed as divine revelation that can’t be subject to examination. Fiction aside, anyone with a sliver of brain can open Google Earth, use the “ruler” tool to measure the area where the demonstrations took place. Assuming a maximum average density of 4 persons/square meter, you can get a rough estimate of the number of people present. Doing this for Rabaa Al Adaweya, and assuming that Al Nasr rd. was packed from Yousef Abbas st. to Ahmed Tayseer st., a respectable 1 full Km, and similar distance in al Tayaran st., gives us between 320,000 and 400,000 demonstrators, depending on your measurements. A far cry from the claimed 4 or even 3 million souls present. Tahrir square on the other hand, including all streets leading to it, didn’t fare much better, yielding between 400,000 and 600,000 again, depending on your measurements. Assuming that 700,000 people in total were present between Tahrir square and Etihadeya palce, and since Cairo presents a little over 20% of Egypt’s total population, this gives us about 3.5 million people, at most, protesting in all of Egypt. The real number, in my humble opinion, was far less, as the percentage of people protesting in other governorates was considerably smaller compared to Cairo (as seen from TV footage), with only few exceptions.
As for Mr. Sawiris’s tweet, I couldn’t find a single source that confirms his grandiose claim, whether from the BCC or otherwise. Yet the numbers and the claim spread on social media like wildfire.


It seems to me that in the current climate of division and political confusion that plagues Egypt, voices of reason, rationality and reconciliation are lost to those who promote hatred, exclusion and revenge, from both sides. And instead of objective analysis and genuine effort to find common ground, everyone indulged in an orgy of accusations, incitements and conspiracies. It’s understood that whoever in power, not the opposition, is ultimately responsible for the safety and welfare of a nation. And If Mr. Morsi was to blame for the division that gripped the Egyptian political street, then it’s the sole responsibility of the current leadership, not the MB to mend this rift. If it doesn’t, then we’re likely in for a long, bitter, protracted conflict.

No comments:

Post a Comment